كتاب: لسان العرب ***

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


بصر‏:‏ ابن الأَثير‏:‏ في أَسماء الله تعالى البَصِيرُ، هو الذي يشاهد الأَشياء كلها ظاهرها وخافيها بغير جارحة، والبَصَرُ عبارة في حقه عن الصفة التي ينكشف بها كمالُ نعوت المُبْصَراتِ‏.‏ الليث‏:‏ البَصَرُ العَيْنُ إِلاَّ أَنه مذكر، وقيل‏:‏ البَصَرُ حاسة الرؤْية‏.‏ ابن سيده‏:‏ البَصَرُ حِسُّ العَين والجمع أَبْصارٌ‏.‏

بَصُرَ به بَصَراً وبَصارَةً وبِصارَةً وأَبْصَرَهُ وتَبَصَّرَهُ‏:‏ نظر إِليه هل يُبْصِرُه‏.‏ قال سيبويه‏:‏ بَصُرَ صار مُبْصِراً، وأَبصره إِذا أَخبر بالذي وقعت عينه عليه، وحكاه اللحياني بَصِرَ به، بكسر الصاد، أَي أَبْصَرَهُ‏.‏ وأَبْصَرْتُ الشيءَ‏:‏ رأَيته‏.‏ وباصَرَه‏:‏ نظر معه إِلى شيء أَيُّهما يُبْصِرُه قبل صاحبه‏.‏ وباصَرَه أَيضاً‏:‏ أَبْصَرَهُ؛ قال سُكَيْنُ بن نَصْرَةَ البَجَلي‏:‏

فَبِتُّ عَلى رَحْلِي وباتَ مَكانَه *** أُراقبُ رِدْفِي تارَةً، وأُباصِرُه

الجوهري‏:‏ باصَرْتُه إِذا أَشْرَفتَ تنظر إِليه من بعيد‏.‏ وتَباصَرَ

القومُ‏:‏ أَبْصَرَ بعضهم بعضاً‏.‏

ورجل بَصِيرٌ مُبْصِرٌ‏:‏ خلاف الضرير، فعيل بمعنى فاعل، وجَمْعُه

بُصَراءُ‏.‏ وحكى اللحياني‏:‏ إِنه لَبَصِيرٌ بالعينين‏.‏

والبَصارَةُ مَصْدَرٌ‏:‏ كالبَصر، والفعل بَصُرَ يَبْصُرُ، ويقال بَصِرْتُ

وتَبَصَّرْتُ الشيءَ‏:‏ شِبْهُ رَمَقْتُه‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ لا تدركه

الأَبصارُ وهو يدرك الأَبصارَ؛ قال أَبو إسحق‏:‏ أَعْلَمَ اللهُ أَنهُ

يُدْرِك الأَبصارَ وفي هذا الإِعلام دليل أَن خلقه لا يدركون الأَبصارَ أَي

لا يعرفون كيف حقيقة البَصَرَ وما الشيء الذي به صار الإِنسان يُبْصِرُ من عينيه دون أَن يُبْصِرَ من غيرهما من سائر أَعضائه، فَأَعْلَم أن خَلْقاً من خلقه لا يُدْرِك المخلوقون كُنْهَهُ ولا يُحيطون بعلمه، فكيف به تعالى والأَبصار لا تحيط به وهو اللطيف الخبير‏.‏ فأَمَّا ما جاء من الأَخبار

في الرؤْية، وصح عن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فغير مدفوع وليس في هذه الآية دليل على دفعها، لأَن معنى هذه الآية إِدراك الشيء والإِحاطة

بحقيقته وهذا مذهب أَهل السنَّة والعلم بالحديث‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ قد جاءَكم

بصائرُ من رَبكم؛ أَي قد جاءَكم القرآن الذي فيه البيان والبصائرُ، فمن أَبْصَرَ فلنفسه نَفْعُ ذلك، ومن عَمِيَ فَعَلَيْها ضَرَرُ ذلك، لأَن الله عز وجل غني عن خلقه‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ أَبْصَرَ الرجلُ إِذا خرج من الكفر

إِلى بصيرة الإِيمان؛ وأَنشد‏:‏

قَحْطَانُ تَضْرِبُ رَأْسَ كُلِّ مُتَوَّجٍ، وعلى بَصائِرِها، وإِنْ لَمْ تُبْصِر

قال‏:‏ بصائرها إسلامها وإِن لم تبصر في كفرها‏.‏

ابن سيده‏:‏ أَراه لَمْحاً باصِراً أَي نظراً بتحديق شديد، قال‏:‏ فإِما أن يكون على طرح الزائد، وإِما أَن يكون على النسب، والآخر مذهب يعقوب‏.‏

ولقي منه لَمْحاً باصِراً أَي أَمراً واضحاً‏.‏ قال‏:‏ ومَخْرَجُ باصِرٍ من مخرج

قولهم رجل تامِرٌ ولابِنٌ أَي ذو لبن وتمر، فمعنى باصر ذو بَصَرَ، وهو من أَبصرت، مثل مَوْتٌ مائِتٌ من أَمَتُّ، أَي أَرَيْتُه أَمْراً شديداً

يُبْصِرُه‏.‏ وقال الليث‏:‏ رأَى فلان لَمْحاً باصِراً أَي أَمراً مفروغاً

منه‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ والقول هو الأَوَّل؛ وقوله عز وجل‏:‏ فلما جاءتهم آياتُنا

مُبْصِرَةً؛ قال الزجاج‏:‏ معناه واضحةً؛ قال‏:‏ ويجوز مُبْصَرَةً أَي

مُتَبَيِّنَةً تُبْصَرُ وتُرَى‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ وآتينا ثمودَ الناقةَ مُبْصِرَةً؛ قال الفراء‏:‏ جعل الفعل لها، ومعنى مُبْصِرَة مضيئة، كما قال عز من قائل‏:‏

والنهارَ مُبْصِراً؛ أَي مضيئاً‏.‏ وقال أَبو إِسحق‏:‏ معنى مُبْصِرَة

تُبَصِّرُهم أَي تُبَيِّنُ لهم، ومن قرأَ مُبْصِرَةً فالمعنى بَيِّنَة، ومن قرأَ مُبْصَرَةً فالمعنى متبينة فَظَلَمُوا بها أَي ظلموا بتكذيبها‏.‏ وقال

الأَخفش‏:‏ مُبْصَرَة أَي مُبْصَراً بها؛ قال الأَزهري‏:‏ والقول ما قال

الفرّاء أَراد آتينا ثمود الناقة آية مُبْصِرَة أَي مضيئة‏.‏ الجوهري‏:‏

المُبْصِرَةُ المضيئة؛ ومنه قوله تعالى‏:‏ فلما جاءَتهم آياتنا مُبْصِرَةً؛ قال

الأَخفش‏:‏ إِنها تُبَصِّرهم أَي تجعلهم بُصَراء‏.‏

والمَبْصَرَةُ، بالفتح‏:‏ الحُجَّة‏.‏ والبَصِيرَةُ‏:‏ الحجةُ والاستبصار في الشيء‏.‏

وبَصَّرَ الجَرْوُ تبصيراً‏:‏ فتح عينيه‏.‏ ولقيه بَصَراً أَي حين تباصرت

الأَعْيانُ ورأَى بعضها بعضاً، وقيل‏:‏ هو في أَوَّل الظلام إِذا بقي من الضوء قدر ما تتباين به الأَشباح، لا يُستعمل إِلاَّ ظرفاً‏.‏ وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه‏:‏ فأرسلت إِليه شاة فرأَى فيها بُصْرَةً من لَبَنٍ؛ يريد

أَثراً قليلاً يُبْصِرُه الناظرُ إِليه، ومنه الحديث‏:‏ كان يصلي بنا صلاةَ

البَصَرِ حتى لو أَن إِنساناً رمى بنَبْلَةٍ أَبصرها؛ قيل‏:‏ هي صلاة المغرب، وقيل‏:‏ الفجر لأَنهما تؤَدَّيان وقد اختلط الظلام بالضياء‏.‏ والبَصَر

ههنا‏:‏ بمعنى الإِبصار، يقال بَصِرَ به بَصَراً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ بصر عيني وسمع

أُذني، وقد اختلف في ضبطه فروي بَصُرَ وسَمِعَ وبَصَرُ وسَمْعُ على أَنهما

اسمان‏.‏

والبَصَرُ‏:‏ نَفاذٌ في القلب‏.‏ وبَصرُ القلب‏:‏ نَظَرَهُ وخاطره‏.‏

والبَصِيرَةُ‏:‏ عَقِيدَةُ القلب‏.‏ قال الليث‏:‏ البَصيرة اسم لما اعتقد في القلب من الدين وتحقيق الأَمر؛ وقيل‏:‏ البَصيرة الفطنة، تقول العرب‏:‏ أَعمى الله بصائره أَي فِطَنَه؛ عن ابن الأَعرابي‏:‏ وفي حديث ابن عباس‏:‏ أن معاوية لما قال لهم‏:‏ يا بني هاشم تُصابون في أَبصاركم، قالوا له‏:‏ وأَنتم يا

بني أُمية تصابون في بصائركم‏.‏ وفَعَلَ ذلك على بَصِيرَةٍ أَي على عَمْدٍ‏.‏

وعلى غير بَصيرة أَي على غير يقين‏.‏ وفي حديث عثمان‏:‏ ولتَخْتَلِفُنَّ على

بَصِيرَةٍ أَي على معرفة من أَمركم ويقين‏.‏ وفي حديث أُم سلمة‏:‏ أَليس

الطريقُ يجمع التاجِرَ وابنَ السبيل والمُسْتَبْصِرَ والمَجْبورَ أَي

المُسْتَبِينَ للشيء؛ يعني أَنهم كانوا على بصيرة من ضلالتهم، أَرادت أَن تلك

الرفقة قد جمعت الأَخيار والأَشرار‏.‏ وإِنه لذو بَصَرٍ وبصيرة في العبادة؛ عن اللحياني‏.‏ وإِنه لَبَصِيرٌ بالأَشياء أَي عالم بها؛ عنه أَيضاً‏.‏ ويقال

للفِراسَةِ الصادقة‏:‏ فِراسَةٌ ذاتُ بَصِيرة‏.‏ والبصيرة‏:‏ العِبْرَةُ؛ يقال‏:‏

أَمَا لك بَصِيرةٌ في هذا‏؟‏ أَي عِبْرَةٌ تعتبر بها؛ وأَنشد‏:‏

في الذَّاهِبِين الأَوَّلِيـ *** ـنَ مِن القُرُونِ، لَنا بَصائرْ

أَي عِبَرٌ‏:‏ والبَصَرُ‏:‏ العلم‏.‏ وبَصُرْتُ بالشيء‏:‏ علمته؛ قال عز وجل‏:‏

بَصُرْتُ بما لم يَبْصُرُوا به‏.‏ والبصير‏:‏ العالم، وقد بَصُرَ بَصارَةً‏.‏

والتَّبَصُّر‏:‏ التَّأَمُّل والتَّعَرُّفُ‏.‏ والتَّبْصِيرُ‏:‏ التعريف

والإِيضاح‏.‏ ورجلٌ بَصِيرٌ بالعلم‏:‏ عالم به‏.‏ وقوله، عليه السلام‏:‏ اذهبْ بنا

إِلى فلانٍ البصيرِ، وكان أَعمى؛ قال أَبو عبيد‏:‏ يريد به المؤمن‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وعندي أَنه، عليه السلام، إِنما ذهب إِلى التَّفؤل‏.‏ إِلى لفظ البصر أَحسن من لفظ العمى، أَلا

ترى إِلى قول معاوية‏:‏ والبصير خير من الأَعمى‏؟‏ وتَبَصَّرَ في رأْيِه

واسْتَبْصَرَ‏:‏ تبين ما يأْتيه من خير وشر‏.‏ واستبصر في أَمره ودينه إِذا كان

ذا بَصيرة‏.‏ والبَصيرة‏:‏ الثبات في الدين‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ وكانوا

مستبصرين‏:‏ أَي اتوا ما أَتوه وهم قد تبين لهم أَن عاقبته عذابهم، والدليل على

ذلك قوله‏:‏ وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أَنفسهم يظلمون؛ فلما تبين

لهم عاقبة ما نهاهم عنه كان ما فعل بهم عدلاً وكانوا مستبصرين؛ وقيل أَي

كانوا في دينهم ذوي بصائر، وقيل‏:‏ كانوا معجبين بضلالتهم‏.‏ وبَصُرَ

بَصارَةً‏:‏ صار ذا بصيرة‏.‏ وبَصَّرَهُ الأَمْرَ تَبْصِيراً وتَبْصِرَةً‏:‏ فَهَّمَهُ

إِياه‏.‏ وقال الأَخفش في قوله‏:‏ بَصُرْتُ بما لم يَبْصُرُوا به؛ أَي علمت

ما لم يعلموا به من البصيرة‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ بَصُرْتُ أَي أَبصرت، قال‏:‏

ولغة أُخرى بَصِرْتُ به أَبْصَرْته‏.‏ وقال ابن بزرج‏:‏ أَبْصِرْ إِليَّ أَي

انْظر إِليّ، وقيل‏:‏ أَبْصِرْ إِليَّ أَي التفتْ إِليَّ‏.‏ والبصيرة‏:‏ الشاهدُ؛ عن اللحياني‏.‏ وحكي‏:‏ اجْعَلْنِي بصيرةً عليهم؛ بمنزلة الشهيد‏.‏ قال‏:‏ وقوله

تعالى‏:‏ بل الإِنسان على نفسه بَصيرة؛ قال ابن سيده‏:‏ له معنيان‏:‏ إِن شئت

كان الإِنسان هو البَصيرة على نفسه أَي الشاهد، وإِن شئت جعلت البصيرة

هنا غيره فعنيت به يديه ورجليه ولسانه لأَن كل ذلك شاهد عليه يوم القيامة؛ وقال الأَخفش‏:‏ بل الإِنسان على نفسه بصيرة، جعله هو البصيرة كما تقول

للرجل‏:‏ أَنت حُجة على نفسك؛ وقال ابن عرفة‏:‏ على نفسه بصيرة، أَي عليها شاهد

بعملها ولو اعتذر بكل عهذر، يقول‏:‏ جوارحُه بَصيرةٌ عليه أَي شُهُودٌ؛ قال

الأَزهري‏:‏ يقول بل الإِنسان يوم القيامة على نفسه جوارحُه بَصِيرَةٌ بما

حتى عليها، وهو قوله‏:‏ يوم تشهد عليهم أَلسنتهم؛ قال‏:‏ ومعنى قوله بصيرة

عليه بما جنى عليها، ولو أَلْقَى مَعاذِيرَه؛ أَي ولو أَدْلى بكل حجة‏.‏

وقيل‏:‏ ولو أَلقى معاذيره، سُتُورَه‏.‏ والمِعْذَارُ‏:‏ السِّتْرُ‏.‏ وقال الفرّاء‏:‏

يقول على الإِنسان من نفسه شهود يشهدون عليه بعمله اليدان والرجلان

والعينان والذكر؛ وأَنشد‏:‏

كأَنَّ على ذِي الظَّبْيِ عَيْناً بَصِيرَةً

بِمَقْعَدِهِ، أَو مَنظَرٍ هُوَ ناظِرُهْ

يُحاذِرُ حتى يَحْسَبَ النَّاسَ كُلَّهُمْ، من الخَوْفِ، لا تَخْفَى عليهم سَرائرُهْ

وقوله‏:‏

قَرَنْتُ بِحِقُوَيْهِ ثلاثاً فَلَمْ تَزُغْ

عَنِ القَصْدِ، حَتَّى بُصِّرَتْ بِدِمامِ

قال ابن سيده‏:‏ يجوز أَن يكون معناه قُوِّيَتْ أَي لما هَمَّ هذا الريش

بالزوال عن السهم لكثرة الرمي به أَلزقه بالغِراء فثبت‏.‏ والباصِرُ‏:‏

المُلَفِّقُ بين شُقَّتين أَو خِرْقَتَين‏.‏ وقال الجوهري في تفسير البيت‏:‏ يعني

طَلَى رِيشَ السهم بالبَصِيرَةِ وهي الدَّمُ‏.‏ والبَصِيرَةُ‏:‏

ما بين شُقَّتَي البيتِ وهي البصائر‏.‏

والبَصْرُ‏:‏ أَن تُضَمَّ حاشيتا أَديمين يخاطان كما تخاط حاشيتا الثوب‏.‏

ويقال‏:‏ رأَيت عليه بَصِيرَةً من الفقر أَي شُقَّةً مُلَفَّقَةً‏.‏ الجوهري‏:‏

والبَصْرُ أَن يُضَمَّ أَدِيمٌ إِلى أَديم، فيخرزان كما تخاط حاشيتا

الثوب فتوضع إِحداهما فوق الأُخرى، وهو خلاف خياطة الثوب قبل أَن يُكَفَّ‏.‏

والبَصِيرَةُ‏:‏ الشُّقَّةُ التي تكون على الخباء‏.‏ وأَبْصَر إِذا عَلَّق على

باب رحله بَصِيرَةً، وهي شُقَّةٌ من قطن أَو غيره؛ وقول توبة‏:‏

وأُشْرِفُ بالقُورِ اليَفاعِ لَعَلَّنِي

أَرَى نارَ لَيْلَى، أَو يَراني بَصِيرُها

قال ابن سيده‏:‏ يعني كلبها لأَن الكلب من أَحَدّ العيونِ بَصَراً‏.‏

والبُصْرُ‏:‏ الناحيةُ مقلوب عن الصُّبْرِ‏.‏ وبُصْرُ الكَمْأَة وبَصَرُها‏:‏

حُمْرَتُها؛ قال‏:‏

ونَفَّضَ الكَمْءَ فأَبْدَى بَصَرَهْ

وبُصْرُ السماء وبُصْرُ الأَرض‏:‏ غِلَظُها، وبُصْرُ كُلّ شيء‏:‏ غِلَظُهُ‏.‏

وبُصْرُه وبَصْرُه‏:‏ جلده؛ حكاهما اللحياني عن الكسائي، وقد غلب على جلد

الوجه‏.‏ ويقال‏:‏ إِن فلاناً لمَعْضُوب البُصْرِ إِذا أَصاب جلدَه عُضابٌ، وهو داء يخرج به‏.‏ الجوهري‏:‏ والبُصْرُ، بالضم، الجانبُ والحَرْفُ من كل شيء‏.‏

وفي حديث ابن مسعود‏:‏ بُصْرُ كل سماء مسيرة خمسمائة عام، يريد غِلَظَها

وسَمْكَها، وهو بضم الباء وفي الحديث أَيضاً‏:‏ بُصْرُ جِلْد الكافر في النار أَربعون ذراعاً‏.‏ وثوبٌ جَيّدُ البُصْرِ‏:‏ قويٌّ وَثِيجٌ‏.‏ والبَصْرُ

والبِصْرُ والبَصْرَةُ‏:‏ الحجر الأَبيض الرِّخْوُ، وقيل‏:‏ هو الكَذَّانُ فإِذا

جاؤُوا بالهاء قالوا بَصْرَة لا غير، وجمعها بِصار؛ التهذيب‏:‏ البَصْرُ

الحجارة إِلى البياض فإِذا جاؤُوا بالهاء قالوا البَصْرَةُ‏.‏ الجوهري‏:‏

البصرة حجارة رخوة إِلى البياض ما هي، وبها سميت البصرة؛ وقال ذو الرمة يصف

إِبلاً شربت من ماء‏:‏

تَداعَيْن باسم الشَّيبِ في مُتَثَلِّمٍ، جَوانِبُه مِنْ بَصْرَةٍ وسِلامِ

قال‏:‏ فإِذا أَسقطت منه الهاء قلت بِصْرٌ، بالكسر‏.‏ والشِّيب‏:‏ حكاية صوت

مشافرها عند رشف الماء؛ ومثله قول الراعي‏:‏

إِذا ما دَعَتْ شِيباً، بِجَنْبَيْ عُنَيْزَةٍ، مَشافِرُها في ماءٍ مُزْنٍ وباقِلِ

وأَراد ذو الرمة بالمتثلم حوضاً قد تهدّم أَكثره لقدمه وقلة عهد الناس

به؛ وقال عباس بن مرداس‏:‏

إِنْ تَكُ جُلْمُودَ بَصْرٍ لا أُوَبِّسُه، أُوقِدْ عليه فَأَحْمِيهِ فَيَنْصَدِعُ

أَبو عمور‏:‏ البَصْرَةُ والكَذَّانُ، كلاهما‏:‏ الحجارة التي ليست بصُلبة‏.‏

وأَرض فلان بُصُرة، بضم الصاد، إِذا كانت حمراء طيبة‏.‏ وأَرض بَصِرَةٌ

إِذا كانت فيها حجارة تقطع حوافر الدواب‏.‏ ابن سيده‏:‏ والبُصْرُ الأَرض الطيبة

الحمراءُ‏.‏ والبَصْرَةُ والبَصَرَةُ والبَصِرَة‏:‏ أَرض حجارتها جِصٌّ، قال‏:‏ وبها سميت البَصْرَةُ، والبَصْرَةُ أَعم، والبَصِرَةُ كأَنها صفة، والنسب إِلى البَصْرَةِ بِصْرِيٌّ وبَصْرِيٌّ، الأُولى شاذة؛ قال عذافر‏:‏

بَصْرِيَّةٌ تزوَّجَتْ بَصْرِيّا، يُطْعِمُها المالِحَ والطَّرِيَّا

وبَصَّرَ القومُ تَبْصِيراً‏:‏ أَتوا البَصْرَة؛ قال ابن أَحمر‏:‏

أُخِبِّرُ مَنْ لاقَيْتُ أَنِّي مُبَصِّرٌ، وكائِنْ تَرَى قَبْلِي مِنَ النَّاسِ بَصَّرَا

وفي البَصْرَةِ ثلاثُ لغات‏:‏ بَصْرَة وبِصْرَة وبُصْرَة، واللغة العالية

البَصْرَةُ‏.‏ الفرّاء‏:‏ البِصْرُ والبَصْرَةُ الحجارة البراقة‏.‏ وقال ابن شميل‏:‏ البَصْرَة أَرْض كأَنها جبل من جِصٍّ وهي التي بنيت بالمِرْبَدِ، وإِنما سميت البَصْرَةُ بَصْرَةً بها‏.‏ والبَصْرَتان‏:‏ الكوفةُ والبصرة‏.‏

والبَصْرَةُ‏:‏ الطِّين العَلِكُ‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ البَصْرُ الطين العَلِكُ

الجَيِّدُ الذي فيه حَصًى‏.‏

والبَصِيرَةُ‏:‏ التُّرْسُ، وقيل‏:‏ هو ما استطال منه، وقيل‏:‏ هو ما لزق

بالأَرض من الجسد، وقيل‏:‏ هو قَدْرُ فِرْسِنِ البعير منه، وقيل‏:‏ هو ما استدل

به على الرَّمِيَّةِ‏.‏ ويقال‏:‏ هذه بَصِيرَةٌ من دَمٍ، وهي الجَدِيَّةُ منها

على الأَرض‏.‏ والبَصِيرَةُ‏:‏ مقدار الدِّرْهَم من الدَّمِ‏.‏ والبَصِيرَةُ‏:‏

الثَّأْرُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فأُمِرَ به فَبُصِرَ رَأْسُه أَي قُطِعَ‏.‏ يقال‏:‏

بَصَرَهُ بسيفه إِذا قطعه، وقيل‏:‏ البصيرة من الدم ما لم يسل، وقيل‏:‏ هو الدُّفْعَةُ منه، وقيل‏:‏ البَصِيرَةُ دَمُ البِكْرِ؛ قال‏:‏

رَاحُوا، بَصائِرُهُمْ على أَكْتَافِهِمْ، وبَصِيرَتِي يَعْدُو بِها عَتَدٌ وَأَى

يعني بالبصائر دم أَبيهم؛ يقول‏:‏ تركوا دم أَبيهم خلفهم ولم يَثْأَرُوا

به وطَلَبْتُه أَنا؛ وفي الصحاح‏:‏ وأَنا طَلَبْتُ ثَأْرِي‏.‏ وكان أَبو عبيدة

يقول‏:‏ البَصِيرَةُ في هذا البيت الترْسُ أَو الدرع، وكان يرويه‏:‏ حملوا

بصائرهم؛ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ راحوا بصائرُهم يعني ثِقْل دمائهم على

أَكتافهم لم يَثْأَرُوا بها‏.‏ والبَصِيرَة‏:‏ الدِّيَةُ‏.‏ والبصائر‏:‏ الديات في أَوَّل البيت، قال أَخذوا الديات فصارت عاراً، وبصيرتي أَي ثَأْرِي قد حملته

على فرسي لأُطالب به فبيني وبينهم فرق‏.‏ أَبو زيد‏:‏ البَصيرة من الدم ما

كان على الأَرض‏.‏ والجَدِيَّةُ‏:‏ ما لَزِقَ بالجسد‏.‏ وقال الأَصمعي‏:‏ البَصيرة

شيء من الدم يستدل به على الرَّمِيَّةِ‏.‏ وفي حديث الخوارج‏:‏ ويَنْظُر في النَّصْلِ فلا يرى بَصِيرَةً أَي شيئاً من الدم يستدل به على الرمية

ويستبينها به؛ وقوله أَنشده أَبو حنيفة‏:‏

وفي اليَدِ اليُمْنَى لِمُسْتَعِيرها

شَهْبَاءُ، تُرْوِي الرِّيشَ مِنْ بَصِيرِها

يجوز أَن يكون جمع البصيرة من الدم كشَعِيرة وشَعِير ونحوها، ويجوز أن يكون أَراد من بصيرتها فحذف الهاء ضرورة، كما ذهب إِليه بعضهم في قول

أَبي ذؤيب‏:‏

أَلا لَيْتَ شِعْرِي، هل تَنَظَّرَ خالِدٌ

عِيادِي عَلى الهِجْرانِ، أَمْ هُوَ يائِسُ‏؟‏‏.‏

ويجوز أَن يكون البَصِيرُ لغةً في البَصِيرَة، كقولك حُقٌّ وحُقَّةٌ

وبياض وبياضة‏.‏ والبَصيرَةُ‏:‏ الدِّرْعُ، وكلُّ ما لُبِسَ جُنَّةً بَصِيرةٌ‏.‏

والبَصِيرَةُ‏:‏ التُّرس، وكل ما لُبِسَ من السلاح فهو بصائر السلاح‏.‏

والباصَرُ‏:‏ قَتَبٌ صغير مستدير مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي عن ثعلب، وهي

البواصر‏.‏

وأَبو بَصِير‏:‏ الأَعْشَى، على التطير‏.‏ وبَصير‏:‏ اسم رجل‏.‏ وبُصْرَى‏:‏ قرية

بالشام، صانها الله تعالى؛ قال الشاعر‏:‏

ولو أُعْطِيتُ مَنْ ببلادِ بُصْرَى

وقِنَّسْرِينَ مِنْ عَرَبٍ وعُجْمِ

وتنسب إِليها السيوف البُصْرِيَّة؛ وقال‏:‏

يَفْلُونَ بالقَلَعِ البُصْرِيّ هامَهُمُ‏.‏

وأَنشد الجوهري للحصين بن الحُمامِ المُرّي‏:‏

صَفائح بُصْرَى أَخْلَصَتْها قُيُونُها، ومُطَّرِداً مِنْ نَسْج دَاودَ مُحْكَمَا

والنسَبُ إِليها بُصْرِيٌّ؛ قال ابن دريد‏:‏ أَحسبه دخيلاً‏.‏ والأَباصِرُ‏:‏

موضع معروف؛ وفي حديث كعب‏:‏ تُمسك النار يوم القيامة حتى تَبِصَّ كأَنَّها

مَتْنُ إِهالَةٍ أَي تَبْرُقَ ويتلأْلأَ ضوؤُها‏.‏

بضر‏:‏ الفرّاء‏:‏ البَضْرُ نَوْفُ الجاريةِ قبل أَن تُخْفَضَ‏.‏ وقال المفضل‏:‏

من العرب من يقول البَضْرُ، ويبدل الظاء ضاداً، ويقول‏:‏ قد اشتكى

ضَهْرِي، ومنهم من يبدل الضاد ظاء فيقول‏:‏ قد عَظَّتِ الحربُ بني تميم‏.‏ ابن الأَعرابي قال‏:‏ البُضَيْرَةُ تصغير البَضْرَة وهي بُطلان الشيء؛ ومنه قولهم‏:‏

ذهب دمه بِضْراً مِضْراً‏.‏ خِضْراً أَي هَدَراً، وذَهَبَ بِطْراً، بالطاء غير معجمة‏.‏

وروى أَبو عبيد عن الكسائي‏:‏ ذهب دمه مَضِراً‏.‏

بطر‏:‏ البَطَرُ‏:‏ النشاط، وقيل‏:‏ التبختر، وقيل‏:‏ قلة احتمال النِّعمة، وقيل‏:‏ الدَّهَشُ والحَيْرَةُ‏.‏ وأَبْطَرهُ أَي أَدهشه؛ وقيل‏:‏ البَطَرُ

الطُّغيان في النِّعْمَةِ، وقيل‏:‏ هو كراهة الشيء من غير أَن يستحق الكراهية‏.‏

بَطِرَ بَطَراً، فهو بَطِرٌ‏.‏ والبَطَرُ‏:‏ الأَشَر، وهو شدّة المَرَح‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا ينظر الله يوم القيامة إِلى من جرَّ إِزَارَه بَطَراً؛ البَطَر‏:‏

الطغيان عند النعمة وطول الغنى‏.‏ وفي الحديث‏:‏ الكِبْرُ بَطَرُ الحَقّ؛ هو أَن يجعل ما جعله الله حقّاً من توحيده وعبادته باطلاً، وقيل‏:‏ هو أن يتخير عند الحق فلا يراه حقّاً، وقيل‏:‏ هو أَن يتكبر من الحق ولا يقبله‏.‏

وقوله عز وجل‏:‏ وكم أَهلكنا من قرية بَطِرَتْ مَعِيشَتَها؛ أَراد بَطِرت في معيشتها فحذف وأَوصل؛ قال أَبو إِسحق‏:‏ نصب معيشتها بإسقاط في وعمل الفعل، وتأْويله بَطِرَتْ في معيشتها‏.‏ وبَطِرَ الرجلُ وبَهِتَ بمعنى واحد‏.‏ وقال

الليث‏:‏ البَطَرُ كالحَيْرَة والدَّهَشِ، والبَطَرُ كالأَشَرِ وغَمْطِ

النعمة‏.‏ وبَطِرَ، بالكسر، يَبْطَرُ وأَبْطَرَه المالُ وبَطِرَ بالأَمر‏:‏ ثَقُل

به ودَهِشَ فلم يَدْرِ ما يُقَدِّم ولا ما يؤخر‏.‏ وأَبْطَرَه حِلْمَهُ‏:‏

أَدْهَشَهُ وبَهَتَهُ عنه‏.‏ وأَبْطَرَه ذَرْعَهُ‏:‏ حَمَّلَهُ فوق ما يُطيق، وقيل‏:‏ قطع عليه معاشه وأَبْلَى بَدَنَه؛ وهذا قول ابن الأَعرابي، وزعم

أَن الذَّرْعَ البَدَنُ، ويقال للبعير القَطُوفِ إِذا جارى بعيراً وَسَاعَ

الخطْوِ فَقَصُرَتْ خُطاه عن مُباراته‏:‏ قد أَبْطَرَه ذَرْعَهُ أَي

حَمَّلَهُ أَكثر من طَوْقِه؛ والهُبَعُ إِذا مَاشَى الرُّبَعَ أَبْطَرَه

ذَرْعَه فَهَبَعَ أَي استعان بِعُنُقه ليَلْحَقَهُ‏.‏ ويقال لكل من أَرْهَقَ

إِنساناً فحمَّلَه ما لا يطيقه‏:‏ قد أَبْطَرَه ذَرْعَه‏.‏ وفي حديث ابن مسعود عن

النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّه قال‏:‏ الكِبْرُ بَطَرُ الحقِّ وغَمْصُ

النَّاس؛ وبَطَرُ الحقِّ أَن لا يراه حقاً ويتكبر عن قبوله، وهو من قولك‏:‏ بَطِرَ فلانٌ هِدْيَةَ أَمْرِه إِذا لم يهتد له وجهله ولم يقبله؛ الكسائي‏:‏ يقال ذهب دمه بِطْراً وبِطْلاً وفِرْغاً إِذا بَطَلَ، فكان معنى قوله

بَطْرُ الحقِّ أَن يراه باطلاً، ومن جعله من قولك بَطِرَ إِذا تحير

ودَهِشَ، أَراد أَنه تحير في الحق فلا يراه حقّاً‏.‏ وقال الزجاج‏:‏ البَطَرُ

الطغيان عند النعمة‏.‏ وبَطَرُ الحقِّ على قوله‏:‏ أَن يَطْغَى عند الحق أَي

يتكبر فلا يقبله‏.‏ وبَطِرَ النِّعْمَةَ بَطَراً، فهو بَطِرٌ‏:‏ لم يشكرها‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ بَطِرَتْ معيشتها‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ بَطِرْتَ عَيْشَك ليس على التعدي

ولكن على قولهم‏:‏ أَلِمْتَ بَطْنَك ورَشِدْتَ أَمْرَكَ وسَفِهْتَ نَفْسَك

ونحوها مما لفظه لفظ الفاعل ومعناه معنى المفعول‏.‏ قال الكسائي‏:‏ وأَوقعت

العرب هذه الأَفعال على هذه المعارف التي خرجت مفسرة لتحويل الفعل عنها

وهو لها، وإِنما المعنى بطرت مَعِيشَتُها وكذلك أَخواتها، ويقال‏:‏ لا

يُبْطِرَنَّ جهلُ فلان حلْمَكَ أَي لا يُدْهِشْكَ عنه‏.‏

وذهب دَمُه بِطْراً أَي هَدَراً؛ وقال أَبو سعيد‏:‏ أَصله أَن يكون

طُلاَّبُه حُرَّاصاً باقتدار وبَطَر فيحرموا إِدراك الثَّأْر‏.‏ الجوهري‏:‏ وذهب

دمه بِطْراً، بالكسر، أَي هَدَراً‏.‏

وبَطَرَ الشيءَ يَبْطُرُه ويَبْطِرُه بَطْراً، فهو مبطور وبطير‏:‏ شقه‏.‏

والبَطْرُ‏:‏ الشَّقُّ؛ وبه سمي البَيْطارُ بَيْطاراً والبَطِيرُ والبَيْطَرُ

والبَيْطارُ والبِيَطْرُ، مثل هِزَبْرٍ، والمُبَيْطِرُ، مُعالجُ

الدوابِّ‏:‏ من ذلك؛ قال الطرمّاح‏:‏

يُساقِطُها تَتْرَى بِكُلِّ خَميلَةٍ، كبَزْغِ الِبيَطْرِ الثِّقْفِ رَهْصَ الكَوادِنِ

ويروى البَطِير؛ وقال النابغة‏:‏

شَكَّ الفَرِيصَةَ بالمِدْرَى فأَنْفَذَها، طَعْنَ المُبَيْطِرِ إِذْ يَشْفِي مِنَ العَضَد

المدرى هنا قرن الثور؛ يريد أَنه ضرب بقرنه فريصة الكلب وهي اللحمة التي

تحت الكتف التي تُرْعَدُ منه ومن غيره فأَنفذها‏.‏ والعَضَدُ‏:‏ داء يأْخذ

في العَضُد‏.‏ وهو يُبَيْطِرُ الدواب أَي يعالجها، ومعالجته البَيْطَرَةُ‏.‏

والبِيَطْرُ‏:‏ الخَيَّاط؛ قال‏:‏

شَقَّ البِيَطْرِ مِدْرَعَ الهُمامِ

وفي التهذيب‏:‏

باتَتْ تَجيبُ أَدْعَجَ الظَّلاَمِ، جَيْبَ البِيَطِرِ مِدْرَعَ الهُمامِ

قال شمر‏:‏ صَيَّر البيطار خَيَّاطاً كما صُير الرجلُ الحاذقُ إِسْكافاً‏.‏

ورجل بِطْرِيرٌ‏:‏ متمادٍ في غَيِّه، والأُنثى بِطْرِيرَةٌ وأَكثر ما

يستعمل في النساء‏.‏ قال أَبو الدُّقَيْشِ‏:‏ إِذا بَطِرَت وتمادت في الغَيّ‏.‏

بظر‏:‏ البَظْرُ‏:‏ ما بين الإِسْكَتَيْنِ من المرأَة، وفي الصحاح‏:‏ هَنَةٌ

بَيْنَ الإِسْكَتَيْن لم تُخْفَضْ، والجمع بُظور، وهو البَيْظَرُ

والبُنْظُر والبُنظارة والبَظَارَةُ؛ الأَخيرة عن أَبي غسان‏.‏ وفي الحديث‏:‏ يا ابن مُقَطِّعَة البُظُور، جمع بَظْر، ودعاه بذلك لأَن أُمه كانت تَخْتنُ

النساءَ، والعرب تطلق هذا اللفظ في معرض الذَّم وإِن لم تكن أُمُّ من يقال

له هذا خاتنةً، وزاد فيها اللحياني فقال‏:‏ والكَيْنُ والنَّوْفُ

والرَّفْرَف، قال‏:‏ ويقال للناتئ في أَسفل حياء الناقة البُظارة أَيضاً‏.‏ وبُظارة

الشاة‏:‏ هَنَةٌ في طرف حيائها‏.‏ ابن سيده‏:‏ والبُظارة طرف حياء الشاة وجميع

المواشي من أَسفله؛ وقال اللحياني‏:‏ هي الناتئُ في أَسفل حياء الشاة؛ واستعاره جرير للمرأَة فقال‏:‏

تُبَرِّئُهُمْ مِنْ عَقْرِ جِعْثِنَ، بَعدما

أَتَتْكَ بِمَسْلوخِ البُظارَةِ وارِمِ

ورواه أَبو غسان البَظارة، بالفتح‏.‏

وأَمَةٌ بَظْرَاءُ‏:‏ بينة البَظْرِ طويلة البَظْرِ، والاسم البَظَرُ ولا

فعل له، والجمع بُظْرٌ، والبَظَرُ المصدر من غير أَن يقال بَظِرَتْ

تَبْظَرُ لأَنه ليس بحادث ولكنه لازم‏.‏ ويقال للتي تَخْفُضُ الجواريَ‏:‏

مُبَظِّرَة‏.‏ والمُبَظِّرُ‏:‏ الخَتَّانُ كأَنه على السلب‏.‏ ورجل أَبْظَرُ‏:‏ لم يُخْتَنْ‏.‏ والبُظْرَةُ‏:‏ نُتُوءٌ في الشفة، وتصغيرها بُظَيْرَةٌ‏.‏ والأَبْظَرُ‏:‏

النَّاتئُ الشفةِ العليا مع طولها، ونُتُوء في وسطها محاذ للأَنف‏.‏ أَبو

الدقيش‏:‏ امرأَة بِظْريرٌ، بالظاء، طويلة اللسان صَخَّابَةٌ‏.‏ وقال أَبو

خيرة‏:‏ بِظْرِيرٌ شُبِّه لِسانُها بالبَظْرِ‏.‏ قال الليث‏:‏ قول أَبي الدقيش

أَحب إلينا، ونظيرها معروف؛ وروى بعضهم بِطْرِيرٌ، بالطاء، أَي أَنها

بَطِرَتْ وأَشِرَتْ‏.‏ والبُظْرَةُ والبُظَارَةُ‏:‏ الهَنَةُ الناتِئَة في وسط

الشفة العليا إِذا عظمت قليلاً‏.‏ ورجل أَبْظَر‏:‏ في شفته العليا طول مع نُتُوء

في وسطها، وهي الحِثْرِمَةُ ما لم تطل، فإِذا طالت قليلاً فالرجل حينئذ

أَبْظر‏.‏ وروي عن علي أَنه أَتى في فريضة وعنده شريح فقال له عليّ‏:‏ ما تقول

فيها أَيها العبد الأَبْظَر‏؟‏ وقد بَظِرَ الرجلُ بَظَراً وقيل‏:‏

الأَبْظَرُ الذي في شفته العليا طول مع نُتُوء‏.‏ وفلان يُمِصُّ‏.‏ فلاناً ويُبَظِّره‏.‏ وذهب

دَمُه بِظْراً أَي هَدْراً، والطاء فيه لغة، وقد تقدم‏.‏ والبَظْرُ

الخاتمُ، حِمْيَرِيَّة، وجمعه بُظُور؛ قال شاعرهم‏:‏

كما سَلَّ البُظُورَ مِن الشَّناتِرْ

الشناتر‏:‏ الأَصابع‏.‏ التهذيب‏:‏ والبَظْرةُ، بسكون الظاء، حَلْقَةُ الخاتم

بلا كرسي، وتصغيرها بُظَيْرة أَيضاً، قال‏:‏ والبُظَيْرَةُ تصغير البَظْرَة

وهي القليل من الشعر في الإِبط يتوانى عن نتفه، فيقال‏:‏ تحت إِبطه

بُظَيْرَة‏.‏ قال‏:‏ والبَضْرُ‏:‏ بالضاد، نَوْفُ الجارية قبل أَن تُخْفَضَ، ومن العرب من يبدل الظاء ضاداً فيقول‏:‏ البَضْرُ، وقد اشتكى ضَهْرِي، ومنهم من يبدل الضاد ظاء، فيقول‏:‏ قد عَظَّتِ الحربُ بني تميم‏.‏

بعر‏:‏ البَعيرُ‏:‏ الجَمَل البازِلُ، وقيل‏:‏ الجَذَعُ، وقد يكون للأُنثى، حكي عن بعض العرب‏:‏ شربت من لبن بَعيري وصَرَعَتْني بَعيري أَي ناقتي، والجمع أَبْعِرَةٌ في الجمع الأَقل، وأَباعِرُ وأَباعيرُ وبُعْرانٌ وبِعْرانٌ‏.‏

قال ابن بري‏:‏ أَباعِرُ جمع أَبْعِرةٍ، وأَبْعِرَةٌ جمع بَعير، وأَباعِرُ

جمع الجمع، وليس جمعاً لبعير، وشاهد الأَباعر قول يزيد بن الصِّقّيل

العُقَيْلي أَحد اللصوص المشهورة بالبادية وكان قد تاب‏:‏

أَلا قُلْ لرُعْيانِ الأَباعِرِ‏:‏ أَهْمِلوا، فَقَدْ تابَ عَمّا تَعْلَمونَ يَزيدُ

وإِنَّ امْرَأً يَنْجو من النار، بَعْدَما

تَزَوَّدَ منْ أَعْمالِها، لسَعيدُ

قال‏:‏ وهذا البيت كثيراً ما يتمثل به الناس ولا يعرفون قائله، وكان سبب

توبة يزيد هذا أَن عثمان بن عفان وَجَّه إِلى الشام جيشاً غازياً، وكان

يزيد هذا في بعض بوادي الحجاز يسرق الشاة والبعير وإِذا طُلب لم يوجد، فلما

أَبصر الجيش متوجهاً إِلى الغزو أَخلص التوبة وسار معهم‏.‏ قال الجوهري‏:‏

والبعير من الإِبل بمنزلة الإِنسان من الناس، يقال للجمل بَعيرٌ وللناقة

بَعيرٌ‏.‏ قال‏:‏ وإنما يقال له بعير إِذا أَجذع‏.‏ يقال‏:‏ رأَيت بعيراً من بعيد، ولا يبالي ذكراً كان أَو أُنثى‏.‏ وبنو تميم يقولون بِعير، بكسر الباء، وشِعير، وسائر العرب يقولون بَعير، وهو أَفصح اللغتين؛ وقول خالد ابن زهير

الهذلي‏:‏

فإِن كنتَ تَبْغِي للظُّلامَةِ مَرْكَباً

ذَلُولاً، فإِني ليسَ عِنْدِي بَعِيرُها

يقول‏:‏ إِن كنت تريد أَن أَكون لك راحلة تركبني بالظلم لم أُقرّ لك بذلك

ولم أَحتمله لك كاحتمال البعير ما حُمّلَ‏.‏ وبَعِرَ الجَمَلُ بَعَراً‏:‏ صار

بعيراً‏.‏ قال ابن بري‏:‏ وفي البعير سؤال جرى في مجلس سيف الدولة ابن حمدان، وكان السائل ابن خالويه والمسؤُول المتنبي، قال ابن خالويه‏:‏ والبعير

أَيضاً الحمار وهو حرف نادر أَلقيته على المتنبي بين يدي سيف الدولة، وكانت

فيه خُنْزُوانَةٌ وعُنْجُهِيَّة، فاضطرب فقلت‏:‏ المراد بالبعير في قوله

تعالى‏:‏ ولمن جاء به حِمْلُ بَعير، الحمارُ فكسرت من عزته، وهو أَن البعير

في القرآن الحمار، وذلك أَن يعقوب وأخوة يوسف، عليهم الصلاة والسلام، كانوا بأرض كنعان وليس هناك إِبل وإنما كانوا يمتارون على الحمير‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ولمن جاء به حمل بعير، أَي حمل حمار، وكذلك ذكره مقاتل بن سليمان

في تفسيره‏.‏ وفي زبور داود‏:‏ أَن البعير كل ما يحمل، ويقال لكل ما يحمل

بالعبرانية بعير، وفي حديث جابر‏:‏ استغفر لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ليلة البعير خمساً وعشرين مرة؛ هي الليلة التي اشترى فيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من جابر جمله وهو في السفر‏.‏ وحديث الجمل مشهور‏.‏

والبَعْرَة‏:‏ واحدة البَعْرِ‏.‏ والبَعْرُ والبَعَرُ‏:‏ رجيع الخُف والظِّلف

من الإِبل والشاء وبقر الوحش والظباء إلاّ البقر الأَهلية فإنها تَخْثي

وهو خَثْيُها، والجمع أَبْعَارٌ، والأَرنب تَبْعَرُ أَيضاً، وقد بَعَرَتِ

الشاةُ والبعير يَبْعَرُ بَعْراً‏.‏

والمِبْعَرُ والمَبْعَرُ‏:‏ مكانُ البَعَرِ من كل ذي أَربع، والجمع مَباعِرُ‏.‏

والمِبْعارُ‏:‏ الشاة والناقة تُباعِرُ حالِبَها‏.‏ وباعَرَتِ الشاةُ

والناقة إِلى حالبها‏:‏ أَسرعت، والاسمُ البِعارُ، ويُعَدُّ عيباً لأَنها ربما

أَلقت بَعَرَها في المِحْلَب‏.‏

والبَعْرُ‏:‏ الفقر التام الدائم، والبَعَرَةُ‏:‏ الكَمَرَةُ‏.‏

والبُعَيْرَةُ‏:‏ تصغير البَعْرَة، وهي الغَضْبَةُ في الله جلّ ذكره‏.‏ ومن أَمثالهم‏:‏ أَنت كصاحب البَعْرَة؛ وكان من حديثه أَن رجلاً كانت له ظِنَّة

في قومه فجمعهم يستبرئهم وأَخذ بَعْرَة فقال‏:‏ إِني رام ببعرتي هذه صاحب

ظِنِّتي، فَجَفَلَ لها أَحَدُهُم وقال‏:‏ لا ترمني بها، فأَقرّ على نفسه‏.‏

والبَعَّارُ‏:‏ لقب رجل‏.‏ والبَيْعَرَة‏:‏ موضع‏.‏ وأَبناء البعير‏:‏ قوم‏.‏ وبنو

بُعْرَان‏:‏ حَيٌّ‏.‏

بعثر‏:‏ الفرّاء في قوله تعالى‏:‏ وإِذا القُبور بُعْثِرَتْ؛ قال‏:‏ خرج ما في بطنها من الذهب والفضة وخروج الموتى بعد ذلك؛ قال‏:‏ وهو من أَشراط الساعة

أَن تُخرج الأَرض أَفْلاَذَ كَبِدِها‏.‏ قال‏:‏ وبُعْثِرَتْ وبُحْثِرَتْ

لغتان‏.‏ وقال الزجاج‏:‏ بُعْثِرَتْ أَي قلب ترابها وبعث الموتى الذين فيها‏.‏

وقال‏:‏ بَعْثَرُوا متاعهم وبَحْثَرُوه إِذا قَلَبُوه وفَرَّقُوه

وبَدَّدُوه وقلبوا بعضه فوق بعض‏.‏ وفي حديث أَبي هريرة‏:‏ إِني إِذا لم أَرك

تَبَعْثَرَتْ نَفْسي أَي جاشت وانقلبت وغَثَتْ‏.‏ وبَعْثَرَ الشيءَ‏:‏ فرَّقه‏.‏

وبَعْثَر الترابَ والمتاع‏:‏ قلبه‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وزعم يعقوب أَن عينها بدل من غين بغثر أَو غين بغثر بدل منها‏.‏ وبَعْثَرَ الخبر بَحَثَهُ، ويقال‏:‏

بَعْثَرْتُ الشيءَ وبَحْثَرْتهُ إِذا استخرجته وكشفته‏.‏ وقال أَبو عبيدة في قوله

تعالى‏:‏ إِذا بُعْثِرَ ما في القُبور؛ أُثِيرَ وأُخْرِجَ، قال‏:‏ وتقول

بَعْثَرْتُ حَوْضي أَي هدمته وجعلت أَسفله أَعلاه‏.‏

بعذر‏:‏ بَعْذَرَه‏:‏ حَرَّكه ونفَضَه‏.‏

بعكر‏:‏ بعْكَرَ الشيء‏.‏ قَطَعَهُ كَكَعْبرَهُ‏.‏

بغر‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ البَغْرُ والبَغَرُ الشرب بلا رِيّ‏.‏ البغر، بالتحريك‏:‏ داء أَو عطش؛ قال الأَصمعي‏:‏ هو داء يأْخذ الإِبل فتشرب فلا تَرْوَى

وتَمْرضُ عنه فتموت؛ قال الفرزدق‏:‏

فَقُلْتُ‏:‏ ما هو إِلا السَّامُ تَرْكَبُه، كَأَنَّما المَوْتُ في أَجْنَادِهِ البَغَرُ

والبَحَرُ مثله؛ وأَنشد‏:‏

وسِرْتَ بِقِيقاةٍ، فَأَنْتَ بَغِيرُ

اليزيدي‏:‏ بَغِرَ بَغَراً إِذا أَكثر من الماء فلم يَرْوَ، وكذلك مَجَرَ

مَجْراً‏.‏ وبَغَرَ الرجلُ بَغْراً وبَغِرَ، فهو بَغِرٌ وبَغِيرٌ‏:‏ لم يَرْوَ، وأَخذه من كثرة الشرب داء، وكذلك البعير، والجمع بَغارَى وبُغارَى‏.‏

وماءٌ مَبْغَرَةٌ‏:‏ يصيب عنه البَغَرُ‏.‏ والبَغْرَةُ‏:‏ قوة الماء‏.‏ وبَغَرَ

النجمُ يَبْغُرُ بُغوراً أَي سقط وهاج بالمطر، يعني بالنجم الثريا‏.‏ وبَغَرَ

النَّوْءُ إِذا هاج بالمطر؛ وأَنشد‏:‏

بَغْرَة نَجْمٍ هاج ليلاً فَبَغَرْ

وقال أَبو زيد‏:‏ يقال هذه بَغْرَةُ نَجْمِ كذا، ولا تكون البَغْرَةُ إِلا

مع كثرة المطر‏.‏ والبَغْرُ والبَغَرُ والبَغْرَةُ‏:‏ الدُّفْعَةُ الشديدة

من المطر؛ بَغِرَتِ السماء بَغَراً‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ بُغِرَتِ الأَرْضُ

أَصابها المطر فَلَيَّنَها قبل أَن تُحْرَثَ، وإِن سقاها أَهلها قالوا‏:‏

بَغَرْناها بَغْراً‏.‏ والبَغْرَةُ‏:‏ الزرع يزرع بعد المطر فيبقى فيه الثَّرَى

حتى يُحْقِلَ‏.‏ ويقال‏:‏ لفلان بَغْرَةٌ من العطاء لا تَعِيضُ إِذا دام

عطاؤه؛ قال أَبو وجزة؛ سَحَّتْ لأَبْناءِ الزُّبَيْرِ مآثِرٌ

في المَكْرُمَاتِ، وبَغْرَةٌ لا تُنْجِمُ

ويقال‏:‏ تفرّقت الإِبل وذهب القوم شَغَرَ بَغَرَ، وذهب القوم شَغَرَ

مَغَرَ وشِغَرَ بِغَرَ وشِغَرَ مِغَرَ أَي متفرّقين في كل وجه‏.‏ وعُيِّرَ رجلٌ

من قريش فقيل له‏:‏ مات أَبوكَ بَشَماً، وماتت أُمُّكَ بَغَراً‏.‏

بغبر‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ البُغْبُور الحجَر الذي يذبح عليه القربان للصنم‏.‏

والبُغبُورُ‏:‏ مَلِكُ الصِّين‏.‏

بغثر‏:‏ بَغْثَرَ طعامَه‏:‏ فَرَّقَه‏.‏ وتقول‏:‏ ركب القوم في بَغْثَرَةٍ أَي

في هَيْجٍ واختلاطٍ‏.‏ وبَغْثَرَ متاعه وبَعْثَرَهُ إِذا قلبه‏.‏

والبَغْثَرَةُ‏:‏ خُبْثُ النَّفْسِ‏.‏ تقول‏:‏ ما لي أَراك وقد تَبَغْثَرَتْ

نَفْسُه أَي خَبُثَتْ وغَثَتْ‏.‏ وفي حديث أَبي هريرة‏:‏ إِذا لم أَرك

تَبَغْثَرَتْ نفسي أَي غَثَتْ، ويروى تبعثرت، بالعين، وقد تقدم‏.‏ وأَصبح فلانٌ

مُتَبَغْثِراً أَي مُتَمَقِّساً، وربما جاء بالعين؛ قال الجوهري‏:‏ ولا

أَرويه عن أَحد‏.‏

والبَغْثَرُ‏:‏ الأَحمق الضعيف، والأُنثى بَغْثَرَةٌ‏.‏

التهذيب‏:‏ والبَغْثَرُ من الرجال الثَّقِيلُ الوخِمُ؛ وأَنشد‏:‏

ولم نَجِدْ بَغْثَراً كَهَاماً

وبَغْثَرٌ‏:‏ اسم شاعر؛ عن ابن الأَعرابي، ونسبه فقال‏:‏ وهو بغثر بن لقيط

بن خالد بن نضلة‏.‏

بقر‏:‏ البَقَرُ‏:‏ اسم جنس‏.‏ ابن سيده‏:‏ البَقَرَةُ من الأَهلي والوحشي يكون

للمذكر والمؤنث، ويقع على الذكر والأُنثى؛ قال غيره‏:‏ وإِنما دخلته الهاء

على أَنه واحد من جنس، والجمع البَقَراتُ‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ والجمع بَقَرٌ

وجمع البَقَرِ أَبْقَرُ كزَمَنٍ وأَزْمُنٍ؛ عن الهجري، وأَنشد لمقبل بن خويلد الهذلي‏:‏

كأَنَّ عَرُوضَيْهِ مَحَجَّةُ أَبْقُرٍ

لَهُنَّ، إِذا ما رُحْنَ فيها، مَذاعِقُ

فأَما بَقَرٌ وباقِرٌ وبَقِيرٌ وبَيْقُورٌ وباقُورٌ وباقُورةٌ فأَسماء

للجمع؛ زاد الأَزهري‏:‏ وبَواقِر؛ عن الأَصمعي، قال‏:‏ وأَنشدني ابن أَبي

طرفة‏:‏وسَكَّنْتُهُمْ بالقَوْلِ، حَتَّى كَأَنَّهُمْ

بَواقِرُ جُلْحٌ أَسْكَنَتْها المَراتِعُ

وأَنشد غير الأَصمعي في بيقور‏:‏

سَلَعٌ مَّا، ومِثلُه عُشَرٌ مَّا، عائلٌ مَّا، وعالَتِ البَيْقُورا

وأَنشد الجوهري للورل الطائي‏:‏

لا دَرَّ دَرُّ رِجَالٍ خَابَ سَعْيُهُمُ، يَسْتَمْطِرُونَ لَدَى الأَزمَات بالعُشَرِ

أَجاعِلٌ أَنْتَ بَيْقُوراً مُسَلَّعَةً، ذَرِيعَةً لك بَيْنَ اللهِ والْمَطَرِ‏؟‏

وإِنما قال ذلك لأَن العرب كانت في الجاهلية إِذا استسقوا جعلوا

السَّلَعَةَ والعُشَرَ في أَذناب البقر وأَشعلوا فيه النار فتضج البقر من ذلك

ويمطرون‏.‏

وأَهل اليمن يسمون البَقَرَ‏:‏ باقُورَةً‏.‏ وكتب النبي، صلى الله عليه

وسلم، في كتاب الصدقة لأَهل اليمن‏:‏ في ثلاثين باقورةً بَقَرَةٌ‏.‏

الليث‏:‏ الباقر جماعة البقر مع رعاتها، والجامل جماعة الجمال مع راعيها‏.‏

ورجلٌ بَقَّارٌ‏:‏ صاحب بقر‏.‏

وعُيونُ البَقَرِ‏:‏ ضَرْبٌ من العنب‏.‏

وبَقِرَ‏:‏ رَأَى بَقَرَ الوحش فذهب عقله فرحاً بهن‏.‏

وبَقِرَ بَقَراً وبَقَرَاً فهو مَبْقُور وبَقِيرٌ‏:‏ شُقه‏.‏ وناقة بَقِيرٌ‏:‏ شُقَّ

بطنها عن ولدها أَيَّ شَقٍّ؛ وقد تَبَقَّر وابْتَقَر وانْبَقَر؛ قال

العجاج‏:‏تُنْتَجُ يَرْْمَ تُلْقِحُ انْبِقَارا

وقال ابن الأَعرابي في حديث له‏:‏ فجاءت المرأَة فإِذا البيت مِبْقُورٌ

أَي منتثر عَتَبَتُهُ وعِكْمُه الذي فيه طعامه وكل ما فيه‏.‏

والبِقِيرُ والبَقِيرةُ‏:‏ بُرْدٌ يُشَقُّ فَيُلْبَسُ بلا كُمَّيْنِ ولا

جَيْب، وقيل‏:‏ هو الإِتْبُ‏.‏ الأَصمعي‏:‏ البَقِيرةُ أَن يؤْخذ بُرد فيشق ثم تلقيه المرأَة في عنقها من غير كمين ولا جيب، والإِتْبُ قميص لا كمين له

تلبسه النساء‏.‏ التهذيب‏:‏ روى الأَعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير

عن ابن عباس في حديث هدهد سليمان قال‏:‏ بينما سليمان في فلاة احتاج إِلى

الماء فدعا الهدهد فَبَقَر الأَرضَ فأَصاب الماء، فدعا الشياطين فسلخوا

مواضع الماء كما يسلخ الإِهاب فخرج الماء؛ قال الأَزهري‏:‏ قال شمر فيما قرأْت

بخطه معنى بَقَرَ نظر موضع الماء فرأَى الماء تحت الأَرض فأَعلم سليمان

حتى أَمر بحفره؛ وقوله فسلخوا أَي حفروا حتى وجدوا الماء‏.‏

وقال أَبو عدنان عن ابن نباتة‏:‏ المُبَقِّرُ الذي يخط في الأَرض دَارَةً

قدر حافر الفرس، وتدعى تلك الدارة البَقْرَةَ؛ وأَنشد غيره‏:‏

بِها مِثْلُ آثَارِ المُبَقِّر مَلْعَب

وقال الأَصمعي‏:‏ بَقَّرَ القومُ ما حولهم أي حفروا واتخذوا الركايا‏.‏

والتبقر‏:‏ التوسع في العلم والمال‏.‏ وكان يقال لمحمد بن علي بن الحسين

بن علي الباقر، رضوان الله عليهم، لأَنه بقر العلم وعرف أَصله واستنبط

فرعه وتَبقَّر في العلم‏.‏ وأَصل البقر‏:‏ الشق والفتح والتوسعة‏.‏ بَقَرْتُ

الشيءَ بَقْراً‏:‏ فتحته ووسعته‏.‏ وفي حديث حذيفة‏:‏ فما بال هؤلاء الذين

يَبْقُرونَ بيوتنا أَي يفتحونها ويوسعونها؛ ومنه حديث الإِفك‏:‏ فَبَقَرْتُ لها

الحديث أَي فتحته وكشفته‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فأَمر ببقرة من نحاس فأُحميت؛ قال

ابن الأَثير‏:‏ قال الحافظ أَبو موسى‏:‏ الذي يقع لي في معناه أَنه لا يريد

شيئاً مصوغاً على صورة البقرة، ولكنه ربما كانت قِدْراً كبيرةً واسعةً

فسماها بَقَرَةً مأْخوذاً من التَّبَقُّرِ التَّوَسُّع، أَو كان شيئاً يسع

بقرة تامّة بِتَوابلها فسميت بذلك‏.‏ وقولهم‏:‏ ابْقُرْها عن جَنينها أَي شُقَّ

بطنها عن ولدها، وبَقِرَ الرجل يَبْقَرُ بَقَراً وبَقْراً، وهو أن يَحْسِرَ فلا يكاد يُبصر؛ قال الأَزهري‏:‏ وقد أَنكر أَبو الهيثم فما أَخبرني

عنه المنذري بَقْراً، بسكون القاف؛ وقال‏:‏ القياس بَقَراً على فَعَلاً لأَنه

لازم غير واقع‏.‏

الأَصمعي‏:‏ بَيْقَرَ الفرسُ إِذا خَامَ بيده كما يَصْفِنُ برجله‏.‏

والبَقِير‏:‏ المُهْرُ يولد في ماسكَةٍ أَو سَلًى لأَنه يشق عليه‏.‏ والبَقَرُ‏:‏

العيال‏.‏ وعليه بَقَرَةٌ من عيالٍ ومالٍ أَي جماعةٌ‏.‏ ويقال‏:‏ جاء فلان يَجُرُّ

بَقَرَةً أَي عيالاً‏.‏ وتَبَقَّرَ فيها وتَبَيْقَرَ‏:‏ توسع‏.‏ وروي عن

النبي،صلى الله عليه وسلم، أَنه نهى عن التَّبَقُّر في الأَهل والمال؛ قال

أَبو عبيد‏:‏ قال الأَصمعي يريد الكثرة والسَّعة، قال‏:‏ وأَصل التَّبَقُّرِ

التوسعُ والتَّفَتُّح؛ ومنه قيل‏:‏ بَقَرْتُ بطنه إنما هو شْققته وفتحته‏.‏ ومنه

حديث أُم سليم‏:‏ إن دنا مني أَحد من المشركين بَقَرْتُ بَطْنَهُ‏.‏ قال

أَبو عبيد‏:‏ ومن هذا حديث أَبي موسى حين أَقبلت الفتنة بعد مقتل عثمان، رضي الله عنه، فقال إِن هذه الفتنة باقرة كداء البطن لا يُدْرَى أَنَّى يُؤْتى

لَهُ؛ إِنما أَراد أَنها مفسدة للدين ومفرقة بين الناس ومُشَتِّتَةٌ

أُمورهم، وشبهها بوجع البطن لأَنه لا يُدْرَى ما هاجه وكيف يُدَاوَى ويتأَتى

له‏.‏ وبَيْقَرَ الرجلُ‏:‏ هاجر من أَرض إِلى أَرض‏.‏ وبَيْقَرَ‏:‏ خرج إلى حيث

لا يَدْرِي‏.‏ وبَيْقَرَ‏:‏ نزل الحَضَرَ وأَقام هناك وترك قومه بالبادية، وخص بعضهم به العراق، وقول امرئ القيس‏:‏

أَلا هَلْ أَتَاهَا، والحوادثُ جَمَّةٌ، بأَنَّ امْرَأَ القَيْسِ بِنَ تَمْلِكَ بَيْقَرا‏؟‏

يحتمل جميع ذلك‏.‏ وبَيْقَرَ‏:‏ أَعْيَا‏.‏ وبَيْقَر‏:‏ هلَك‏.‏ وبيقر‏:‏ مشَى

مِشْيَةَ المُنَكِّسِ‏.‏ وبَيْقَرَ‏:‏ أَفسد؛ عن ابن الأَعرابي، وبه فسر

قوله‏:‏وقد كانَ زَيْدٌ، والقُعُودُ بأَرْضِهِ، كَرَاعِي أُنَاسٍ أَرْسَلُوه فَبيْقرَا

والبيقرة‏:‏ الفساد‏.‏ وقوله‏:‏ كراعي أُناس أَي ضيع غنمه للذئب؛ وكذلك فسر

بالفساد قوله‏:‏

يا مَنْ رَأَى النُّعْمانَ كانَ حِيَرَا، فَسُلَّ مِنْ ذلك يَوْمَ بَيْقَرَا

أَي يوم فساد‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ هذا قول ابن الأَعرابي جعله اسماً؛ قال‏:‏

ولا أَدري لترك صرفه وجهاً إِلاَّ أَن يضمنه لضمير ويجعله حكاية، كما

قال‏:‏نُبِّئْتُ أَخْوالي بَني يَزِيدُ

بَغيْاً علينا لَهُمْ فَدِيدُ

ضمن يزيد الضمير فصار جملة فسمي بها فحكي؛ ويروى‏:‏ يوماً بيقرا أَي يوماً

هلك أَو فسد فيه ملكه‏.‏ وبَقِرَ الرجل، بالكسر، إِذا أَعيا وحَسَرَ، وبَيْقَرَ مثله‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ بيقر إِذا تحير‏.‏ يقال‏:‏ بَقِرَ الكلب وبَيْقَر

إِذا رأَى البَقَرَ فتحير، كما يقال غَزِلَ إِذا رأَى الغزال فَلَهِيَ‏.‏

وبَيْقَرَ‏:‏ خرج من بلد إلى بلد‏.‏ وبَيْقَر إِذا شك، وبَيْقَرَ إِذا حَرَصَ

على جمع المال ومنعه‏.‏ وبَيْقَر إِذا مات، وأَصْلُ البَيْقَرَة الفساد‏.‏

وبَيْقَرَ الرجل في ماله إِذا أَسرع فيه وأَفسده‏.‏ ورورى عمرو عن أَبيه‏:‏

البَيْقَرَة كثرة المتاع والمال‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏ بَيْقَرَ الرجل في العَدْو

إِذا اعتمد فيه‏.‏ وبَيْقَر الدار إِذا نزلها واتخذها منزلاً‏.‏

ويقال‏:‏ فتنة باقرة كداء البطن، وهو الماء الأَصفر‏.‏ وفي حديث أَبي موسى‏:‏

سمعت رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ سيأْتي على الناس فتْنَةٌ

باقِرَةٌ تَدَعُ الحليمَ حَيْرانَ؛ أَي واسعَةٌ عظيمةٌ‏.‏ كفانا الله شرها‏.‏ البُقَّيْرَى، مثال السُّمَّيْهى‏:‏ لعبة الصبيان، وهي كومة من تراب

وحولها خطوط‏.‏ وبَقَّرَ الصبيانُ‏:‏ لعبوا البُقَّيْرَى، يأْتون إِلى موضع قد

خبئ لهم فيه شيء فيضربون بأَيديهم بلا حفر يطلبونه؛ قال طفيل الغَنَوِيُّ

يصف فرساً‏:‏

أَبَنَّتْ فما تَنْفَكُّ حَوْلَ مُتَالِعٍ، لها مِثلُ آثارِ المُبَقِّرِ مَلْعَبُ

قال ابن بري‏:‏ قال الجوهري‏:‏ في هذا البيت يصف فرساً، وقوله ذلك سهو وإِنما هو يصف خيلاً تلعب في هذا الموضع، وهو ما حول متالع، ومتالع‏:‏ اسم

جبل‏.‏ البُقَّارُ‏:‏ تراب يجمع بالأَيدي فيجعل قُمَزاً قَمزاً ويلعب به، جعلوه

اسماً كالقِذَافِ؛ والقُمَزُ كأَنها صوامع، وهو البُقَّيْرَى؛ وأَنشد‏:‏

نِيطَ بِحَقْويَها خَمِيسٌ أَقْمَرُ

جَهْمٌ، كبُقَّارِ الوليدِ، أَشْعَرُ

والبقار‏:‏ اسم واد؛ قال لبيد‏:‏

فَبَاتَ السَّيلُ يَرْكبُ جانِبَيْهِ

من البَقَّارِ، كالعَمِدِ الثَّقَال

والبَقَّارُ‏:‏ موضع‏.‏

والبَيْقرَةُ‏:‏ اسراع يطأْطئ الرجل فيه رأْسه؛ قال المثَقِّبُ

العَبْدِيّ، ويروى لِعَدِيِّ بن ودَاع‏:‏

فَباتَ يَجْتَابُ شُقارَى، كما

بَيْقَرَ منْ يَمْشِي إِلى الجَلْسَدِ

وشُقارَى، مخفف من شُقَّارَى‏:‏ نبت، خففه للضرورة، ورواه أَبو حنيفة في كتابه النبات‏:‏ من يمشي إلى الخَلَصَة، قال‏:‏ والخَلَصَةُ الوَثَنُ، وقد

تقدم في فصل جسد‏.‏

والبَيْقَرانُ‏:‏ نَبْتٌ‏.‏ قال ابن دريد‏:‏ ولا أَدري ما صحته‏.‏

وبَيْقُور‏:‏ موضع، وذو بَقَرٍ‏:‏ موضع‏.‏

وجاد بالشُّقَّارَى والبُقَّارَى أَي الداهية‏.‏